تستمر شركة أبل في العمل على تطوير نظارات الواقع المعزز (AR) رغم التقارير الأخيرة التي أشارت إلى إلغاء أحد مشاريعها في هذا المجال. تُظهر المعلومات الجديدة أن الإلغاء طال نموذجًا محددًا كان مقيدًا بأجهزة الماك، بينما لا تزال الرؤية طويلة المدى للشركة تتمحور حول إطلاق نظارات مستقلة متكاملة، مع التركيز على التكنولوجيا الأساسية لضمان نجاحها في السوق.
التقارير المتناقضة وحقيقة المشروع
أثار إلغاء مشروع “N107” -الذي كان يهدف إلى إنتاج نظارات معززة تُشغَّل عبر الاتصال بجهاز ماك- موجة من التكهنات حول مصير جهود آبل في هذا القطاع. لكن المصادر الداخلية تؤكد أن هذا القرار لا يعكس نهاية الطموحات التقنية للشركة، بل يُعدُّ إعادة توجيه للموارد نحو تطوير نموذج أكثر تقدمًا. وفقًا لـ مارك جورمان من بلومبرج، فإن الإدارة الجديدة لقطاع المنتجات البصرية بقيادة جون تيرنوس تفضل التريث لتجنب إطلاق منتج غير ناضج، خاصة بعد الدروس المستفادة من التحديات التي واجهتها نظارة Vision Pro.
التحديات التقنية وراء التأخير
واجهت آبل عقبات كبيرة في مشروع النظارات المُلغى، أبرزها:
- استهلاك الطاقة العالي عند الاتصال بالهاتف أو الماك، مما أثر على أداء الأجهزة المُضيفة.
- صعوبة تحقيق توازن بين الأداء والتكلفة، حيث تطلبت الشاشات المدمجة وتقنيات التتبع البصري مكونات باهظة.
- محدودية عمر البطارية في النماذج الأولية، والتي لم تستوفِ توقعات المستخدمين المحتملين.
لكن الشركة تعمل حاليًا على تطوير حلول لهذه المشكلات، مثل شرائح سيليكون مخصصة تستهلك طاقة أقل، وشاشات Micro LED عالية الدقة تُوفر تجربة بصرية متميزة دون استنزاف البطارية.
المنافسة تسخّن والخطة المستقبلية
رغم تأخر آبل، فإن المنافسين مثل ميتا وسامسونج وجوجل يدفعون باتجاه تعزيز وجودهم في سوق النظارات الذكية:
الشركة | المنتج | الميزات الرئيسية |
---|---|---|
ميتا | Ray-Ban Meta | كاميرا مدمجة، دعم الذكاء الاصطناعي |
سامسونج | مشروع موهان | شاشات متطورة، دعم Android XR |
جوجل | Glass Enterprise | تطبيقات صناعية، شاشة عرض شفافة |
في هذا السياق، تُركّز آبل على تحديث نظام visionOS كقاعدة برمجية قادرة على دعم النظارات المستقبلية، مع الاستفادة من خبرتها في دمج الأجهزة والبرمجيات كما في ساعة آبل وآيفون. وتشير التقديرات إلى أن الإطلاق التجاري قد يستغرق 3 إلى 5 سنوات، مع احتمال الكشف عن نموذج أولي بحلول 2027.
لماذا لا تزال آبل متفائلة؟
يعود إصرار الشركة على دخول هذا السوق إلى عوامل عدة:
- الاتجاه التكنولوجي: يُتوقع أن يصبح الواقع المعزز جزءًا من الحياة اليومية، مثل الهواتف الذكية اليوم.
- النجاح النسبي لـ Vision Pro: رغم ارتفاع سعرها، أثبتت النظارة وجود سوق للمنتجات البصرية المتقدمة.
- التكامل البيئي: يمكن للنظارات أن تكمل أجهزة آبل الأخرى، مثل تقديم إشعارات على العدسات أو التحكم في المنزل الذكي عبر نظرة عين.
الانتظار قد يستحق العناء
بينما يتسابق الآخرون لإطلاق منتجاتهم، تختار آبل نهجًا حذرًا يعطي الأولوية للجودة والابتكار. قد يكون التأخير محبطًا للمستهلكين، لكن التاريخ يُظهر أن الشركة نجحت دائمًا في إدخال تحسينات جوهرية عندما تأخذ وقتها (كما حدث مع آيفون وساعة آبل). إذا التزمت بهذا النهج، فقد تُعيد تعريف كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا عبر عدسات نظاراتنا.